، وقد حققت مركزيتها على كل الجزيرة، والخوف من الاقتتال بعد النبي صلى الله عليه وآله ليس من القبائل التي خضعت للإسلام طوعا أو كرها، مهما كانت كبيرة وموحدة مثل هوازن وغطفان.. فهي لا تستطيع أن تطمح إلى قيادة هذه الدولة، وإن طمحت فلا حظ لها في النجاح ، إلا بواسطة الصحابة..
واليهود قد انكسروا وأجلى النبي صلى الله عليه وآله قسما منهم من الجزيرة، ولم تبق لهم قوة عسكرية تذكر.. ومكائدهم وخططهم مهما كانت قوية وخبيثة، فلا حظ لها في النجاح إلا.. بواسطة الصحابة..
وزعماء قريش، مع أنهم يملكون جمهور قبائل قريش، ومعهم ألفا مقاتل، فهم لا يستطيعون أن يدعوا حقا في قيادة الدولة بعد النبي صلى الله عليه وآله لأنهم كلهم أعداؤه وطلقاؤه ، يعني كان للنبي صلى الله عليه وآله الحق في أن يقتلهم، أو يتخذهم عبيدا، فاتخذهم عبيدا وأطلقهم.. فلا طريق لهم للقيادة إلا بواسطة العدد الضئيل من الصحابة، من القرشيين المهاجرين..
وبذلك يتضح أن تحذيره صلى الله عليه وآله من الصراع بعده على السلطة، ينحصر بالصحابة المهاجرين، ثم بالأنصار فقط.. وفقط!!
وهنا يأتي دور التحذير المباشر، الذي لا ينقصه إلا الأسماء الصريحة.. وقد جاء هذا الإعلان النبوي على شكل لوحة من الغيب، عن المصير الذي يمشي إليها هؤلاء الصحابة المنحرفون المحرفون! لوحة أخبره بها جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى، يوم يجعل الله محمدا صلى الله عليه وآله رئيس المحشر، ويعطيه جبرئيل لواء الحمد، فيدفعه النبي إلى علي بن أبي طالب، فهو حامل لوائه في الدنيا والآخرة، ويكون جميع أهل المحشر تحت قيادة محمد صلى الله عليه وآله ويفتخر به آدم عليه السلام، حتى يدعى أبا محمد.. صلى الله عليه وآله.
ويعطي الله تعالى رسوله الشفاعة وحوض الكوثر، فيفد عليه الوافدون من الأمم فيشفع لهم ويعطيهم بطاقة للشرب من حوض الكوثر، ليتغير بتلك الشربة تركيبهم الفيزيائي وتصلح أجسادهم لدخول الجنة والخلود في نعيمها.
وعندما يفد عليه أصحابه تحدث المفاجأة: