آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٤٣
ومثله في أبي داود: 1 / 427، وسنن البيهقي: 5 / 8، ونحوه في ابن ماجة: 2 / 1025 ، وفي مجمع الزوائد: 3 / 265: بصيغة (أيها الناس إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله فاعملوا به).
والمتتبع لأحاديث الباب يطمئن بأن الذي حصل هو إسقاط العترة من روايتهم، بسبب رقابة قريش على أحاديث نبيها صلى الله عليه وآله! والدليل على ذلك: أن نفس المصادر التي روت هذا الحديث ناقصا في حجة الوداع، روته تاما في غيرها، فيحمل الناقص على التام ! فقد روى مسلم والبيهقي وابن ماجة والهيثمي بروايات متعددة، وصية النبي صلى الله عليه وآله بالقرآن والعترة معا، وتأكيداته المتكررة على ذلك..
ففي صحيح مسلم: 7 / 122: (عن زيد بن أرقم: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم). انتهى. ورواه البيهقي في سننه 7 / 30 و 10 / 114.
وفي مجمع الزوائد: 1 / 170: (عن زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني تركت فيكم خليفتين: كتاب الله، وأهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات).
ورواه بنحوه: 9 / 162 وقال: رواه أحمد وإسناده جيد.
وأما أبو داود فلم يرو حديثا صريحا في الثقلين، ولكنه عقد في سننه: 2 / 309 كتابا باسم (كتاب المهدي)، روى فيه حديث الأئمة الاثني عشر وبشارة النبي صلى الله عليه وآله بالإمام المهدي وأنه من ذرية علي وفاطمة عليهما السلام، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله قوله:
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»