آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٤٠
إلا فريقا من المؤمنين). سبأ - - - 20.
أما أهل البيت عليهم السلام فقد اعتبروا أن طمع الأمة بالسلطة بعد النبي صلى الله عليه وآله وصراعها عليها، كان أعظم المحقرات التي ارتكبتها بعد نبيها.. ففي بحار الأنوار : 28 / 217: عن الإمام الباقر عليه السلام قال في تفسير قوله تعالى: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس) قال: ذلك والله يوم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير!). انتهى.
* * وأما المبدأ العاشر (تحذير النبي صلى الله عليه وآله من الكذب عليه)، فقد ورد في روايتي أحمد المتقدمتين وغيرهما، ووردت فيه أحاديث كثيرة مشددة في مصادر الشيعة والسنة ، تدل على أن هذه المشكلة كانت موجودة في حياة النبي صلى الله عليه وآله، وأنه أخبر بأنها ستزداد من بعده، ويكثر الكذابون عليه!
والمتأمل في هذه المشكلة يشمئز من أولئك الكذابين، لأن عملهم عمل شيطاني من شأنه أن يشوه الإسلام ويزوره، ويمنع وصوله إلى الأجيال.. خاصة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يؤمر بمعاقبتهم على كذبهم الماضي أو الآتي!! فهل يكفي في معالجة المشكلة تحذير الكذابين، وتحذير الأمة منهم؟!
من الواضح أن ذلك علاج لا ينفع إلا في تقليل حجم المشكلة الكمي، وإن تصريح النبي صلى الله عليه وآله بوجودها، وإخباره باستمرارها وتفاقمها بعده، دليل على أنه وضع لها بأمر ربه الحكيم، علاجا كافيا.. والعلاج ليس إلا بوجود من يميز أحاديثه الصحيحة عن غيرها.. وهم عترته الذين جعلهم عدل الكتاب وأوصى بهم الأمة من بعده (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي).. فكل حديث خالف كتاب الله تعالى فهو زخرف باطل يستحيل أن يكون صادرا من النبي صلى الله عليه وآله، لأنه لا يقول ما يخالف القرآن! وكل حديث يخالف عترته الطاهرين ورثة القرآن، فهو باطل أيضا!
* * الأساس الثالث: وحدة شريعة المسلمين وثقافتهم وقد تضمن المبادئ التالية:
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»