آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٣٩
.. ففي الكافي: 2 / 287:
(عن الإمام الصادق عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب، فإنها لا تغفر! قلت : وما المحقرات؟: قال: الرجل يذنب الذنب، فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك!
).
وفي سنن ابن ماجة: 2 / 1417:
(عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال ، فإن لها من الله طالبا). في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. انتهى. ورواه الدارمي: 2 / 303، وأحمد: 6 / 70 و 151.
ومن القواعد الهامة التي نفهمها من هذا التوجيه النبوي: أن الشيطان عندما ييأس من السيطرة على أمة في قضاياها الكبيرة، يتجه إلى التخريب والإضلال عن طريق المحقرات! (ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها). سنن ابن ماجة: 2 / 1015 فقد كان الإسلام الذي أنزله الله تعالى، وبناه رسوله صلى الله عليه وآله صرحا كبيرا وقلعة محكمة، يئس الشيطان من قدرته على هدمها، فعمد إلى إقناع شخص من أهله بسحب حجر واحد صغير من ركن الجدار، ثم حجر آخر.. وآخر.. حتى يفرغ تحت الأساس فينهار الصرح على من فيه!
شبيها بالجرذ الذي سحب الحجر الأول من جدار سد مأرب!
ومن الأمور الملفتة التي وردت في التوجيه النبوي في رواية علي بن إبراهيم أن إطاعة الشيطان في محقرات الذنوب عبادة له، فالذين يبدؤون بالانحراف في مجتمع، إنما يعبدون الشيطان ولا يعبدون الله تعالى، وهم بدعوتهم إلى انحرافهم يدعون الأمة العابدة لله تعالى إلى عبادة الشيطان.. (ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم، ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد !).
كما أن شهادة النبي صلى الله عليه وآله بأن الشيطان راض بما تحتقرون من أعمالكم، شهادة خطيرة يخبر بها عن ارتياح الشيطان من نجاحه في مشروعه في إضلال الأمة، وهدم صرحها عن طريق المحقرات.. وهو ينفع في تفسير قوله تعالى: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»