آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٩
ابن معين. وفيه علي بن زيد وفيه كلام.
وعن أبي نضرة قال حدثني من سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال : يا أيها الناس إن ربكم واحد وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أحمر ولا أحمر على أسود، إلا بالتقوى.
أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام.
ثم قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام.
قال: فإن الله عز وجل قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم - قال: ولا أدري قال: وأعراضكم ، أم لا - كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.
أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: ليبلغ الشاهد الغائب.
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (أحمد: 5 / 72).
وعن ابن عمر قال: نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى في أوسط أيام التشريق فعرف أنه الموت، فأمر براحلته القصواء فرحلت له فركب فوقف للناس بالعقبة ، واجتمع له ما شاء الله من المسلمين فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
أما بعد أيها الناس، فإن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وإن أول دمائكم أهدر دم ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل. وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع ، وإن أول رباكم أضع ربا العباس بن عبد المطلب.
أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم، إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله. كانوا يحلون صفر عاما ويحرمون المحرم عاما فذلك النسيء.
يا أيها الناس: من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
أيها الناس: إن الشيطان أيس أن يعبد ببلادكم آخر الزمان، وقد رضي منكم بمحقرات الأعمال
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»