آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٢٧
، فسألته فأملاها عليها في كتف، وقال: من أمرك بهذا أعمر؟ ما أراه يقيمها، أوما تكفيه آية الصيف؟!!
قال سفيان: وآية الصيف التي في النساء: وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة.. فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت الآية التي في خاتمة النساء. انتهى.
فانظر إلى هذه التناقضات في أحاديث عمر والكلالة، وكلها صحيحة!
ولاحظ أن الكلالة هي إحدى المسائل الثلاث التي قال البخاري إن النبي صلى الله عليه وآله لم يبينها للأمة ولا سأل عمر النبي عنها.. مع أن روايتهم الصحيحة تقول إن النبي صلى الله عليه وآله قد كتب الملالة لعمر في كتف!
وانظر إلى هذه التهمة للنبي صلى الله عليه وآله بأنه توفي ولم يبين القرآن الذي أمره الله ببيانه!! ثم انظر كيف رد الله هذه التهمة لنبيه على ألسنة المتهمين أنفسهم!
وقد مر معك في آية التبليغ افتراؤهم على الشيعة بأنهم يتهمون النبي صلى الله عليه وآله بعدم البيان لأنه أخر تبليغ ولاية علي حتى قال الله تعالى (بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلغة رسالته)..
مع أن هذه الرواية لأتتهم النبي بأنه لم يبلغ حتى توفي، بل تقول إنه أمر في حجة الوداع بتبليغ ولاية علي رسميا، ولم يعين له وقتا، وبدأ النبي بالتمهيد وبيان مقام عترته الطاهرين فشوشت قريش على خطبه، فنوى أن يؤخر ذلك إلى المدينة، فنزل عليه جبرئيل في الطريق أن يبلغ ذلك في غدير خم.
وهذا ليس فيه أدنى تهمة للنبي صلى الله عليه وآله.. بل فيه عار قريش!
* * وأما المسألة الثانية التي هي الخلافة، فقد روى البخاري نفسه أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله دعا بدواة وكتف ليكتب للأمة الإسلامية كتابا لا تضل بعده أبدا، ولكن عمر رفض ذلك.. ورد على النبي.. وعمل ما عمل!
* * وأما المسألة الثالثة، وهي أبواب الربا، فمحال أن يكون النبي صلى الله عليه وآله توفي ولم يبينها، وقد يكون كتبها لعمر أو غيره في كتف أيضا!!
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»