آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢١١
والجواب: أن الله تعالى قال بذلك لرسوله: المدينة أيها الرسول مثل مكة، فإن بلغت ولاية عترتك فيها، فقد تعلن قريش معارضتها، ثم ردتها!
فموقفها من عترتك جازم، ومستميت.. وبما أن واجبك التبليغ مجرد التبليغ، وإنما بعثت للتبليغ، فهو ممكن هنا.. والزمان والمكان هنا مناسبان من جهات شتى، فبلغ ولا تؤخر .
ومن أجل أن تكمل التبليغ وتفهمهم رسالتي.. سوف أعصمك من قريش، وأمسك بقلوبها وأذهانها ، وألجم شياطينها الحاضرين، وأعالج آثار التبليغ، وأحفظ نبوتك فيها.. ثم أملي لها بعدك، فتأخذ دولتك وتضطهد عترتك.. حتى يتحقق في أمتك وفي عترتك ما أريد!
ثم أبعث المهدي فيهم فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا!
ولا أسأل عما أفعل، وهم يسألون.
والسؤال هنا: كيف تمت عصمة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله من قريش، فلم يحدث تشويش، ولم يقم معترض..!
صحيح أن ثقل زعماء قريش كانوا في مكة، لكن بعضهم كان في قافلة الرسول صلى الله عليه وآله، وكان فيها قرشيون مهاجرون مؤيدون لهم!
فكيف سكتت قريش وضبطت أعصابها، وهي تسمع تبليغ الرسول في علي والعترة؟!
ثم أشهدها النبي صلى الله عليه وآله على تبليغ ذلك.. فشهدت.
ثم طلب منها أن تبلغ الغائبين.. فوعدت.
ثم جاءت إلى خيمة علي وهنأته بالولاية، وإمرة المؤمنين؟!!
الجواب: أنه تعالى أراد للرسالة أن تصل، وللحجة أن تقام، وأن يبقى رسوله صلى الله عليه وآله محفوظ الشخصية، سالم النبوة.. فأسكت الله قريشا بقدرته المطلقة، وكمم أفواهها في غدير خم.
والظاهر أن قريشا أخذت تقنع نفسها بأن المسألة في غدير خم، ليست أكثر من إعلان وإعلام ، يضاف إلى إعلانات حجة الوداع.. وأن النبي صلى الله عليه وآله ما زال حيا.. فإن مات، فلكل حادث حديث..
وعندما أرادت قريش أن تخرج عن سكوتها، وتخطو خطوة نحو الردة.. أنزل الله على ناطقها
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»