المنثور: 2 / 299: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم ترع، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي..) . انتهى.
* * ومما يدل على بطلان هذا القول وأنها لم تنزل في قصة غورث و لا شبهها:
أولا، أن غزوة ذات الرقاع أو بني أنمار كانت في السنة الرابعة من الهجرة (سيرة ابن هشام: 3 / 225) وهو تاريخ قبل نزول سورة المائدة بسنوات، كما أن بعض رواياتها بلا تاريخ، وبعضها غير معقول!
ثانيا، أن المصادر الأساسية التي روت قصة غورث وغزوة ذات الرقاع، لم تذكر نزول آية العصمة فيها، بل ذكر أكثرها تشريع صلاة الخوف والحراسة المشددة على النبي صلى الله عليه وآله حتى في الصلاة، وهو كاف لرد رواية نزول الآية فيها!
أما ابن هشام فقد ذكر أن الآية التي نزلت في قصة غورث هي قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم..
. (سيرة ابن هشام: 3 / 227، تحقيق السقا) ولكن ذلك لا يصح أيضا، لأن تلك الآية من سورة المائدة أيضا!
وأما البخاري وغيره فقد رووا فيها تشريع صلاة الخوف وتشديد الحراسة معا! قال في صحيحه : 5 / 53: (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه، قال جابر فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا ! فقال لي من يمنعك مني؟ قلت له: الله، فها هو ذا جالس، ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي سلمة عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا