آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٧٧
ولهذا ترى النواصب يغيظهم وجود حديث الغدير، وحديث آية التبليغ وأمثاله، ويودون لو أن شيئا منها لم يكن موجودا في الصحاح والمصادر.. وتراهم بدل أن يبحثوها بحثا علميا على ضوء القرآن والمتفق عليه من السنة.. يكيلون التهم والسباب للشيعة وعلماء الشيعة لأنهم اطلعوا عليها، وأخرجوها لهم من مصادرهم!!
قال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5 / 644:
عصمته من الناس: كان يحرس حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس، فأخرج رسول الله رأسه من القبة، فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله. أخرجه الترمذي : 2 / 175، وابن جرير: 6 / 199، والحاكم: 2 / 3، من طريق الحارث بن عبيد عن سعيد الجريري، عن عبد بن شقيق، عن عائشة قالت: فذكره. وقال الترمذي: حديث غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: كان النبي يحرس.. ولم يذكروا فيه: عن عائشة.
قلت: وهذا أصح، لأن الحارث بن عبيد - وهو أبو قدامة الأيادي - فيه ضعف من قبل حفظه ، أشار إليه الحافظ بقوله: صدوق يخطئ. وقد خالفه بعض الذين أشار إليهم الترمذي، ومنهم إسماعيل بن علية الثقة الحافظ، رواه ابن جرير بإسنادين عنه عن الجريري مرسلا .
قلت: فهو صحيح مرسلا، وأما قول الحاكم عقب المسند عن عائشة: صحيح الأسناد فمردود ، لما ذكرنا، وإن تابعه الذهبي.
نعم الحديث صحيح، فإن له شاهدا من حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر، فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي وهو نائم فأيقظه، فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله الله. فأنزل الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.. الآية. أخرجه ابن حبان في صحيحه 1739 موارد وابن مردويه كما في ابن كثير 6 / 198 من طريقين عن حماد بن سلمة : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه. قلت. وهذا إسناد حسن. وذكر له ابن كثير شاهدا
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»