قرن من الزمن، كل ذلك لتحقق، لو كانت القيادة لهذا الزخم الرسالي الإلهي قيادة ربانية مدعومة بمسيرة الهدى والصلاح وإقامة الحجة على الناس، وتذليل النفوس والقلوب قبل تذليل الأجساد والقوى المادية؟!
إن تنسيق حركة الهدى مع حركة الهيمنة وتقدمها على حركة القدرة والسلطة، قد يؤجل بسط الهيمنة المادية بعض الوقت، ولكنه سوف يفرض تصاعدا حتميا مثمرا في الخط البياني لمسيرة الخطوط الثلاثة، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف الحتمي الإلهي العظيم ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون * إن في هذا لبلاغا لقوم عبدين * وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين﴾ (1) كما أن (عملية) بسط العدل والحق المطلق والهيمنة الكاملة لها وحل جميع معالم وصور الاختلاف بين الناس التي أشارت إليها آية سورة النور السابقة، قد تحتاج إلى وقت أطول من وقت عملية إقامة الحجة وعملية بسط الهيمنة السياسية، لأنها أكثر تعقيدا من العمليتين الأخيرتين، ولكن هذا الوقت المفترض وهذه المدة المحدودة تكفي