وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عقبة الأمور) (١) وبذلك يعم العدل ويقوم القسط بين الناس ويحكم الحق فيهم ويتحقق الوعد الإلهي لهم
﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا...﴾ (2) إن هذه الدراسة، سوف توضح أن زخم الهدى والصلاح الذي تركه رسول الله في أصحابه لو استمر بالطريقة التي شرعها الله تعالى، وبلغها رسول الله لأمته وبذل كل جهده لإقامة الحجة عليها، بحيث تحفظ فيها موازنة حركة الهداية مع حركة السلطة، كان كفيلا بتحقيق هذا
الهدف الكبير في هذه المدة الزمنية، هذا الزخم الذي رأينا أثره وفعله وتأثيره في العالم المحيط بالمسلمين - بالرغم من الانحراف الذي تعرضت له في المسيرة في أهم موقع لها - بحيث تداعت أركان الدولة الفارسية بأكملها، وكادت أن تسقط به - أيضا - أركان الدولة الرومانية، وهما الدولتان المتحضرتان القويتان في ذلك
العصر، وتفتح فيه أبواب القبائل الوثنية المشتتة في العالم، في مدة لا تزيد على ربع