الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٢٥
من حيث الاعتقاد والعمل في مرحلة معينة، وتبعا لهذه الحقيقة، فان النبوة والشريعة أيضا يوما ما ستصل إلى آخر مرحلة من مراحل الكمال والاعتقاد، وبث القوانين العملية، وبذلك تكون النهاية والخاتمة لها.
ومن هنا نرى القرآن الكريم يوضح هذه الحقيقة ويصرح بأن الاسلام، الدين الذي اختاره لمحمد (ص) هو آخر الأديان السماوية وأكملها، والكتاب العزيز لا ينسخ، والنبي الأكرم (ص) هو خاتم الأنبياء، والاسلام يحتوي على كافة الوظائف والواجبات، كما في قوله تعالى: وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه 1.
ويقول أيضا: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين 2.
وقوله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ 3.

(1) سورة حم سجدة الآية 42.
(2) سورة الأحزاب الآية 40.
(3) سورة النحل الآية 89.
7. الأنبياء ودليل (الوحي) والنبوة ان الكثير من علماء اليوم الذين حققوا في موضوع (الوحي) والنبوة، قد فسروا موضوع (الوحي) والنبوة والأمور المرتبطة بهما، على الأسس التي يقوم عليها علم النفس وعلم الاجتماع، بقولهم ان الأنبياء كانوا أناسا أطهارا، ذوي همم عالية، محبي البشرية، ولغرض تقدمها وتطورها من الناحية المادية والمعنوية، وكذا تزكية المجتمعات المنحطة خلقيا، نظموا ووضعوا
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»