الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٢٢
الطبيعي ان وجود مثل هذه القوة في البشر لا يتحتم ان يكون في جميع افراد البشر، كما هو في القوة المودعة في الانسان للتناسل، في حين ان ادراك لذة الزواج، والتأهب له، يتحقق في الأفراد عند بلوغهم، وشعور الوحي الذي لا يظهر لدى الأفراد، هو شعور مرموز، كما هو الحال في ادراك وشعور اللذة في الزواج عند من لم يصل إلى سن البلوغ، فيبقى هذا الادراك غير معروف لديه.
والله تعالى يشير في خطابه عن (الوحي) بالنسبة إلى الشريعة وعجز العقل، بقوله: ان أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
5. الأنبياء وعصمة النبوة ان ظهور الأنبياء يؤيد نظرية (الوحي) الذي سبق ذكره، ان أنبياء الله تعالى كانوا ممن ادعى الوحي والنبوة، وفي ادعائهم هذا أقاموا الحجج والبراهين، وبلغوا الناس ما تحتويه شريعة الله سبحانه، الا وهو القانون الذي يمنحهم السعادة وجعلوها في متناول أيدي الجميع، ولما كان الأنبياء يمتازون ب الوحي والنبوة، فعند ظهورهم في كل زمن كانوا قلة، فجعل الله هداية الناس على عاتق هؤلاء، بما أمروا من دعوة وابلاغ، وما ذلك الا لتعم وتتم وتكتمل تلك الدعوة.
ومن هنا يتضح وجوب عصمة الأنبياء، فهم مصونون من الخطاء في تلقى الوحي من جانب الله تعالى، وفي حفظه، وايصاله إلى الناس، فإنهم بعيدون كل البعد عن المعصية والخطأ، لأن تلقي الوحي - كما ذكرنا - وحفظه
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»