الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٢٤
والمعاد، وإذا أهملت إحداها لم يتحقق اتباع الدين.
والجانب العملي، يتألف من مجموعة وظائف أخلاقية عملية تحتوي على وظائف معينة يتقيد بها الانسان أمام الله تعالى وأمام المجتمعات البشرية.
ومن هنا تنقسم الواجبات الفرعية في الشرائع السماوية، والتي نظمت للانسان على قسمين: الأخلاق والأعمال، وكل من هاتين، تنقسم إلى قسمين أيضا.
فأما الأخلاق والأعمال التي ترتبط بالله الخالق فهي، الخلق وصفة الايمان والاخلاص والتسليم والرضى، والخشوع، وكذا الصلاة والصوم والفدية وغيرها، وهذه المجموعة من الأعمال تسمى العبادات، وتعبر عن خشوع الانسان وعبوديته لربه.
واما ما يتعلق بالمجتمع من الأخلاق والأعمال، فهي الصفات الحسنة، كحب النوع، والمساعدة، والعدالة، والسخاء وما يرتبط بآداب المعاشرة، والمعاملة وغيرها، وهذه الأعمال الخاصة هي ما تسمى ب المعاملات.
ومن جهة أخرى فان النوع الانساني يتجه نحو الكمال بصورة تدريجية، والمجتمع البشري يتكامل بمرور الزمان، وان ظهور هذا النسخ من التكامل ضروري في الشرائع السماوية، ويؤيد القرآن الكريم هذا التكامل التدريجي (إذ يمكن الوصول إليه عن طريق العقل)، ومما يستفاد من آياته، ان الشرائع اللاحقة أكمل من الشرائع السابقة، بقوله تعالى:
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه 1.
ومما تبينه النظريات العلمية، ويصرح به القرآن الكريم، ان حياة المجتمعات البشرية في هذا العالم ليست أبدية، ومن الطبيعي ان التكامل لبني نوعها لم يكن غير متناه، فمن هذه الجهة، ستتوقف جميع الوظائف الانسانية

(1) سورة المائدة الآية 48.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»