الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٢١
أو تبعيض وان ينشر بينها الكمال، ويرسي قواعده. ومن البديهي لم تدرك البشرية حتى الآن طوال أجيال متعاقبة مضت من حياة البشرية، مثل هذا القانون الذي قوامه العقل، ولو قدر ان يصدر إلى حيز الوجود لفهمته البشرية في حياتها الطويلة بما تمتاز به من تعقل وتدبر، وكانت تلتزم به في مجتمعاتها.
وبعبارة أوضح، لو كان هناك قانون كامل عام، بحيث يستجيب لما تصبو إليه البشرية من سعادة، ويرشد البشرية من حيث الفطرة والتكوين، لأدركه كل انسان بما لديه من امكانات عقلية، كما يدرك ما ينفعه أو يضره، وكذا سائر الضروريات في حياته، ولكن لم يتحقق مثل هذا القانون بعد. والقوانين التي توضع من قبل شخص حاكم أو اشخاص، أو جوامع بشرية، نجدها مورد احترام وتصديق لدى فئة، ومورد رفض واعتراض لدى آخرين وهناك من اطلع عليها وعرفها، وآخرون لم يطلعوا، ولن تجد وجه اشتراك في المجتمعات البشرية - بما انهم يشتركون في كونهم بشرا، وانهم يتصفون بالفطرة الإلهية - في ادراك هذه القوانين.
4. الشعور المرموز، أو ما يسمى ب (الوحي) ومما تقدم يتضح، ان القانون الذي يضمن السعادة للبشرية، لا يدركه العقل، وبمقتضى نظرية الهداية العامة، التي ترى ضرورة هذا الادراك في النوع البشري، لابد من وجود جهاز آخر بين النوع الانساني يدرك ذلك، كي يرشده إلى الواجبات الواقعية للحياة، وتكون في متناول يد الجميع، وهذا الشعور والادراك هو غير العقل والحس، انه ما يسمى ب الوحي ومن
(١٢١)
مفاتيح البحث: الضرر (1)، الرفض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»