الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٢٩
9. الأنبياء أولو العزم، حملة الشرائع السماوية ومما يستفاد من القرآن الكريم، ان الأنبياء كلهم لم يأتوا بشرائع، بل إن خمسة منهم قد جاءوا بشرائع سماوية، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص)، وهؤلاء هم أولو العزم، واما سائر الأنبياء فإنهم يتبعون أولي العزم في شرائعهم.
وقوله تعالى:
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى 1.
ويقول تعالى:
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا 2.

(1) سورة الشورى الآية 12. ولو كان هناك غيرهم لذكرهم تعالى في الآية.
(2) سورة الأحزاب الآية 7.
10. نبوة محمد (ص) يعتبر نبينا محمد (ص) آخر الأنبياء، الذين كانوا يمتازون بالكتب والشرائع، وقد آمن به المسلمون.
ولد النبي محمد (ص) قبل بدء التاريخ الهجري القمري بثلاث وخمسين سنة، في مدينة مكة من مدن الحجاز، في قبيلة بني هاشم من قريش، والتي هي من أشرف القبائل العربية.
أبوه عبد الله وأمه آمنة وقد فقد أبويه منذ أوائل طفولته، وتكفله جده لأبيه عبد المطلب وسرعان ما وافاه الاجل، حتى تعهد تربيته عمه أبو طالب وأسكنه معه في داره.
ترعرع ونشأ في بيت عمه، وقد صحب عمه في سفرة تجارية إلى الشام وذلك قبل سن البلوغ، كان النبي محمد (ص) أميا، ولكنه بعد البلوغ والرشد، اشتهر بعقله وأدبه وأمانته، ونتيجة لذلك، جعلته (خديجة) والتي كانت من أثرى القريشيات، مشرفا على أموالها، وادارة أمورها التجارية.
سافر محمد (ص) للمرة الثانية إلى الشام لغرض التجارة، وأثر نبوغه فقد نال أرباحا جمة، ولم تمض فترة، حتى اقترحت خديجة عليه موضوع الزواج، وافق محمد (ص) على اقتراحها، وبعد الزواج حيث كان في سن الخامسة والعشرين وحتى بلوغه سن الأربعين، كان يمارس عمله، فحصل على شهرة في تدبيره وأمانته فلم يعبد صنما، (علما بان الدين السائد في ذلك الوقت هو عبادة الأصنام) وأحيانا كان يعتكف للعبادة.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»