الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٣
في عمل، وكان (ص) مقسما أوقاته إلى ثلاثة أقسام: الأول للعبادة وذكر الله تعالى، الثاني: له ولعياله وبيته، الثالث: للناس، فكان يسعى في نشر المعارف الاسلامية وتعليمها وما يتعلق بشؤون المجتمع الاسلامي، وتصحيح الأهداف والسبل التي تؤدي إليه، وكذا السعي في رفع حوائج المسلمين، وتحكيم العلاقات الداخلية والخارجية، وسائر الأمور المرتبطة بها.
وبعد اقامته (ص) عشر سنوات في المدينة، فارق الدنيا على أثر سم دس في طعامه على يد امرأة يهودية، طرحه في فراشه أياما، ومما جاء في الروايات ان آخر ما تكلم به النبي (ص)، وصيته في العبيد والنساء.
11 النبي الأكرم (ص) والقرآن كان الناس يطالبون النبي (ص) بالمعجزة، كما كانوا يطالبون سائر الأنبياء فكان (ص) يؤيد المعاجز لدى الأنبياء، والقرآن الكريم يصرح بذلك.
تذكر للنبي (ص) معاجز كثيرة الا أن البعض منها لا تتصف بالقطعية في روايتها، ولم تكن مورد قبول واعتماد، ولكن المعجزة الباقية له (ص) والتي لا تزال حية هي القرآن الكريم كتابه السماوي. فالقرآن الكريم كتاب سماوي يشتمل على ستة آلاف ونيف آية، وينقسم إلى مائة وأربع عشرة سورة بما فيها المطولة والقصيرة.
نزلت الآيات القرآنية الكريمة بصورة تدريجية خلال أيام بعثته ودعوته (ص) طوال ثلاث وعشرين سنة، وكانت (توحى) إليه (ص) بصور مختلفة، من سورة أو آية أو أقل من آية، وفي أوقات متفاوتة، في ليل أو نهار، في سفر أو حضر، في الحرب أو السلم، وفي أيام شديدة أو رخاء.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»