الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١١٠
تفتقر إلى الكمال، والى نوع من قيم الوجود، مثل: الجهل والعجز والقبح والسقم وأمثالها.
وحسب ما تقدم ان نفي صفات النقص تعني صفات الكمال، كما أن نفي الجهل يعني العلم، ونفي العجز يعني القدرة، ومن هنا نجد القرآن الكريم يثبت كل صفة كمالية لله تعالى بشكل مباشر، وينفي كل صفة نقص عنه، كما في قوله تعالى: وهو العليم القدير، وهو الحي، لا تأخذه سنة ولا نوم، واعلموا انكم غير معجزي الله.
ومما تجدر ملاحظته ان الله تعالى واقعية مطلقة، ليس له حد ونهاية، فعلى هذا فان أية صفة كمالية تطلق عليه، لا تعني المحدودية، فإنه ليس بمادة وجسم ولا يحدد بزمان أو مكان، ومنزه من كل صفة حالية حادثة، وكل صفة تثبت له حقيقة فهي بعيدة عن المحدودية وهو القائل: ليس كمثله شئ 2.

(1) يقول الامام السادس: لا يوصف الله تعالى بزمان أو مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال. البحار ج 2: 96.
(2) سورة الشورى الآية 11.
6. صفات الفعل فالصفات (فضلا عما سبق) تنقسم انقساما آخر، وهي صفات الذات وصفات الفعل.
فالصفة أحيانا تكون قائمة بالموصوف، مثل الحياة والعلم والقدرة، فتتحقق هذه في الانسان الحي القادر، ونستطيع ان نفترض انسانا متصفا بهذه
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»