القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٢٩
شق وسطيح، وقد ترجمت رد المنار عليه الجرائد الهندية وأذاعته في تلك الممالك القصية، فاستشاط الرجل غضبا وملأ النواحي سبابا وصخبا، والمؤمن ليس بسباب ولا بذئ ولا صخاب، فهل يكون المرسلون والمسحاء من أهل السفه والبذاء؟ وهل ينزل الوحي على أهل الالهام، وتقام الحجة على الأنام بالسخرية والاستهزاء والقول الهراء، والانتصار للنفس ومكابرة الحس، والتنفج والتبجح، والتجرم والتذقح كما فعل هذا المدعي في الكتاب الذي لفقه في الرد على المنار، فكان مجلبة الخزي والعار، وقد سماه (الهدى والتبصرة لمن يرى) وما عهدت الهداية بشتم الوري؟
بعد أن أهدى إلينا كتابه وأرسل شتمه وسبابه، كتب إلينا أحد كبار علماء الهند من لاهور كتابا يشكو فيه من انتشار البدع في الهند، وقال فيه: الآفة التي لا تذكر والعاهة التي لا تسطر هي فتنة المسيح الدجال الهندي الشهير بميرزا غلام أحمد القادياني، فهي لا تنقطع كسير السواقي وهو في زعمه الباطل مجدد مهدي ملهم محدث مسيح مرسل إمام عند شرذمة قليلين ما لهم من دنيا ولا دين، والحق أنه رجل ختال ختار بطال شطار، يدعي الوحي والنبوة، ويحرف آيات القرآن بتأويلات فاسدة، ويتنطع في أحاديث النبي بخزعبلات كاسدة. ثم ذكر هذا العالم مجادلته لعلماء الهند، وإفحامهم إياه وانصرافه لدعوة العلماء في غير الهند ومنهم الفقير صاحب المنار، وانتقل من هنا إلى ذكر ردنا على كتابه (إعجاز المسيح) وذكر أن الجرائد الهندية نقلته عن المنار، وكان له شأن في تلك الديار، أثار من ذلك المدعي أشجانه، وأطلق بالسب لسانه، ثم رغب إلينا في الرد عليه وقال: فإن لتحريركم وقعا في النفوس أشد من حرب البسوس.
نعم إن من وظيفة المنار الرد على أمثال هذا المدعي، ولو لم يرغب إلينا فيه ذلك العالم الألمعي، ولكن الرد إنما يكون على الشبهات التي تساق مساق البينات، وليس لهذا المدعي شبهة يستند إليها ولا تكأة يتوكأ عليها، إلا ذلك المؤلف الذي هو حجة عليه، بل سهام منه تصوب، إليه فقد ادعى أنه معجز للشر لا تأتي بمثله القوى والقدر، فما هو وجه الاعجاز فيه، الذي جعله عمدة
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست