القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٣١
وكنت رجوت أن أجد عندك نصرتي، فقمت لتندد بهواني وذلتي، وتوقعت أن يصلني منك تكبير التصديق والتقديس، فأسمعتني أصوات النواقيس، وظننت أن أرضك أحسن المراكز، فجرحتني كاللاكز والواكز، وذكرتني بالنوش والنهش والسبعية، نبذا من أيام الخصائل الفرعونية، ولست في هذا القول كالمتندم، فإن الفضل للمتندم، وكنت أتوقع أن يتسرى بموآخاتك همي، ويرفض بجندك كتيبة غمي، فالأسف كل الأسف أن الفراسة أخطأت (أي فلم يصدق عليه حديث اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، لأنه ينظر بظلمة غروره) والروية ما تحققت، ووجدت بالمعنى المنعكس رياك (وهنا إشارة قبيحة تليق بقائلها ولا تليق بنزاهة من يصطفيهم الله تعالى لهداية خلقه) فهذه نموذج بعض مزاياك، (أنت النموذج وكم أنت مذكرا) وعلمت أن تلك الأرض أرض لا يفارقها اللظى، وتفور منها إلى هذا الوقت نار الكبر والعلي، فعفى (كذا) الله عن موسى، لم تركها وما عفى، (وههنا أساء الأدب مع سيدنا موسى الكليم ونسب إليه الخطأ والذنب والتقصير، على أن تعفية مصر وهلاكها بيد الله لا بيده).
ثم قال بعد مكابرة في ردنا على كتابه ونسبته للغلط والتكلف ما نصه:
وحسبتك حبيبا يريحني كنسيم الصباح، فرأيت كعدو شاكي السلاح، وخلت أنك تهدر بصوت مبشر كالحمام، فأريت وجهك المنكر كالحمام، وأعجبني حدتك وشدتك من غير التحقيق (كذا) فأخذني ما يأخذ الوحيد الحائر عند فقد الطريق، لكنني أسررت الأمر وقلت في نفسي لعله تصحيف في التحرير، وما عمد إلى التوهين والتحقير، وكيف قصد شرا لا يزول سواده بالمعاذير، وكيف يمكن الجهر بالسوء من مثل هذا النحرير (يذم ويمدح)، ولما تحققت أنه منك تقلدت أسلحتي للجهاد، وقلت مكانك يا بن الفساد، وعلمت أنك ما تكلمت بهذه الكلمات، إلا حسدا من عند نفسك لا لإظهار الواقعات (إنني لا أدعي المسيحية ولا شئ آخر يحسد عليه) فابتدرت قصدك، لئلا يصدق الناس حسدك، فإن علماء ديارنا هذه يستقرون حيلة للإزراء، فيستفزهم ويجرؤهم علي كلما قلت للازدراء، ولولا خوف فسادهم لسكت، وما تفوهت وما
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست