القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٩٠
نبيا كما قال عليه الصلاة والسلام في إبراهيم حين توفي: لو عاش لكان نبيا، ولا يقدح فيه نزول عيسى بعده لأنه إذا نزل كان على دينه مع أن المراد أنه آخر من نبئ " (1).
6 - وفي مجمع البيان (وخاتم النبيين) أي وآخر النبيين ختمت النبوة به، فشريعته باقية إلى يوم الدين، وهذا فضيلة له صلوات الله عليه وآله اختص بها من بين سائر المرسلين، فإن قيل: إن اليهود يدعون في موسى مثل ذلك، فالجواب: إن بعض اليهود يدعون أن شريعته لا تنسخ، وهم مع ذلك يجوزون أن يكون بعده أنبياء، ونحن إذا أثبتنا نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمعجزات القاهرة وجب نسخ شريعته بذلك، ثم أورد الحديث عن جابر بن عبد الله عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إنما مثلي في الأنبياء الخ (2) وقد سبق البحث عنه في الباب الثالث (ص 109).
وجاء في مجمع البيان " (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) عند تفسير قوله:
(ومنك) يا محمد وإنما قدمه لفضله وشرفه (ومن نوح) إلى قوله: (وعيسى ابن مريم) [الأحزاب / 7] خص هؤلاء بالذكر لأنهم أصحاب الشرائع (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) أي عهدا شديدا على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة وتبليغ الشرائع، وقيل: على أن يعلنوا أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعلن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لا نبي بعده " (3).
فأنت ترى من مجموع ما نقلناه عن أئمة التفسير واللغة وهو غيض من فيض ومن قراءة القراء إلا عاصما خاتما بلفظ اسم الفاعل وقراءة بعضهم خاتم بلفظ الماضي وزان فاعل إن المراد خاتمتهم وآخرهم، وأوضح من ذلك في الدلالة قراءة ابن مسعود ولكن نبيا وختم النبيين، على أن قراءة عاصم بفتح التاء تفيد معنى خاتم النبيين أي آخرهم وأنه لا نبي بعده، فليس معنى الخاتم

(١) أنوار التنزيل، ط مؤسسة الأعلمي، ج ٣، ص ٣٨٥.
(٢) مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 7 - 8 / 567.
(3) المصدر نفسه، ج 7 - 8 / 531.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست