القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٨٦
فلم يعرض على هذه الروايات لذكر (لو عاش لكان صديقا نبيا) وإنما جاء ذلك في حديثين: الأول رواه ابن ماجة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
إن له مرضعة في الجنة، ولو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا ولا عتقت أخواله القبط وما استرق قبطي، الثاني: في كنوز الدقائق للمناوي: لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا، رواه أحمد وابن ماجة وابن عساكر، هذا ما جاء في ينابيع المودة.
وأما البخاري فقد أخرج في صحيحه ما هذا نصه: حدثنا ابن نمير، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا إسماعيل قلت: لابن أبي أوفي: رأيت إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: مات صغيرا ولو قضى أن يكون بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي عاش ابنه ولكن لا نبي بعده.
فظاهر هذا الحديث أن القول لابن أبي أوفي وفيه كما ترى نفي لوجود نبي بعده (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأما النووي فقد قال كما في السيرة الحلبية: وأما ما روي عن بعض المتقدمين (لو عاش إبراهيم لكان نبيا) فباطل وجسارة على الكلام في المغيبات، ومجازفة وهجوم على بعض الزلات (1).
فأنت ترى من كلام النووي أن هذا القول لبعض المتقدمين وأنه ليس واردا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2 - على فرض التسليم بوروده عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن له وجوها من التأويل، قال الحافظ ابن حجر تعليقا على قول النووي كما في السيرة الحلبية: وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله، وهو أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع، أي وكان اللائق به أن يكون نبيا وإن لم يكن ذلك.
وفي حاشية السندي على صحيح البخاري في (باب من سمي بأسماء الأنبياء) تعليقا على حديث ابن أبي أوفى ما هذا لفظه: ولو قضي أن يكون بعد

(1) السيرة الحلبية، العلامة علي بن برهان الدين الحلبي، دار إحياء التراث العربي، ج 3، ص 311.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 183 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست