القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ١٧٩
كل مقتف لها من علماء الأمة رسولا ولا قائل به، والتعليق بالشرط وهو إذا كان تحت حكم شريعته مجددا لدينه لا يستلزم أن يكون الحاكم بها المجدد للدين رسولا، وإلا للزم أن يكون كل متصف بذلك الوصف نبيا كما عرفت، واللازم بين البطلان والتجديد المفهوم من الحديث المرفوع المروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها " (1) وهو الذي حملته كل فرقة من فرق المسلمين التي لم تبتعد عن خطيرة الإسلام وعن أصوله وفروعه الحقة على أعلام منها كان لهم فضل الذائد عن حياضه والحافظ لشرائعه أن التجديد المفهوم من الحديث هم أولئك العلماء الأعلام، ولم يدع أحد منهم النبوة، فكان كما قالوا: عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى، وكما قال أحمد بن حنبل وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى، وفي معجم الأدباء لياقوت الحموي في ترجمة الإمام الشافعي قال: " الشيخ أبو الوليد حسان ابن محمد الفقيه يقول: كنا في مجلس القاضي أبي العباس بن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال له: أبشر أيها القاضي فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، وإنه تعالى بعث على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز وتوفي سنة ثلاث ومائة، وبعث على رأس المائتين أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وتوفي سنة أربع ومائتين، وبعثك على رأس الثلاثمائة ثم أنشأ يقول:
اثنان قد مضيا فبورك فيهما * عمر الخليقة ثم حلف السؤدد الشافعي الألمعي محمد * إرث النبوة وابن عم محمد أبشر أبا العباس إنك ثالث * من بعدهم سقيا لنوبة أحمد قال: فصاح القاضي وبكي وقال: إن هذا الرجل قد نعى إلي نفسي.
قال: فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة ".
وأما الإمامية فمع اعتقادهم بعدم خلو الأرض من إمام ظاهر أو مستور مهيمن على الشريعة حافظ لحدودها ورسومها عددا رجالا منهم مجددين للدين

(1) كنزل العمال، المتقي الهندي، دار التراث الاسلامي، ح 346263.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 183 185 186 ... » »»
الفهرست