الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٤٠
إلى أخره.. فبهذا صح مذهب من ذهب إلى كون غير النبي معصوما، ومن قيد العصمة في زمرة معدودة، ونفاها عن غير تلك الزمرة، فقد سلك مسلكا آخر، وله أيضا وجه يعلمه من علمه، فإن الحكم بكون المهدي الموعود رضي الله عنه موجودا وهو كان قطبا بعد أبيه الحسن العسكري (ع) كما كان هو قطبا بعد أبيه. إلى الإمام علي بن أبي طالب.. كرمنا الله بوجوههم، يشير إلى صحة حصر تلك الرتبة في وجوداتهم من حين كانت القطبية في وجود جده علي بن أبي طالب إلى أن تتم فيه، لا قبل ذلك، فكل قطب فرد يكون على تلك الرتبة نيابة عنه، لغيبوبته عن أعين العوام والخواص لا عن أعين أخص الخواص، وقد ذكر ذلك عن الشيخ صاحب (اليواقيت) وعن غيره أيضا رضي الله عنه، فلا بد أن يكون لكل إمام من الأئمة الاثني عشر عصمة (1). خذ هذه الفائدة) ثم ذكر ما نقلناه قريبا عن الشعراني، وعن محي الدين ابن العربي.
(5) رشد الدين الدهلوي ومنهم:
الفاضل رشيد الدين الدهلوي الهندي (*)، فإنه نقل في كتابه (إيضاح لطافة

(1) فيه إشارة إلى عصمة أئمتنا الاثني عشر عليهم السلام، وسنشير إلى هذا البيان في مبحث العصمة.
* موجز ترجمته وهو من كبار علماء الهند ومحدثي تلك البلاد المتأخرين، له كتب كثيرة ومصنفات شهيرة، وهو من تلامذة الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب (التحفة الاثنا عشرية في الرد على الإمامية) ومن أشهر المتخرجين من مدرسته.
ولقد اتبع هذا الرجل شيخه المذكور في التهجم على الشيعة الإمامية، ونسخ علي منواله. تجد ترجمته وكلمات علماء طائفته فيه وفي إظهار منزلته في مواضع عديدة من (عبقات الأنوار).
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»