البخاري ومسلم كل منهما يرفعه إلى سهل بن سعد الساعدي، أنه قال عن علي (ع):
(أن رسول الله (ص) سماه بأبي تراب، لم يكن له اسم أحب إليه منه) فأطلق لفظة الاسم على الكنية، ومثل ذلك قال الشاعر:
أجل قدرك أن تسمى مؤنته * ومن كناك فقد سماك للعرب ويروى: ومن يصفك: فأطلق التسمية على الكناية أو الصفة، وهذا شايع ذايع في لسان العرب فإذا وضح ما ذكرناه من الأمرين، فاعلم أيدك الله بتوفيقه: أن النبي (ص) كان له سبطان: أبو محمد الحسن، وأبو عبد الله الحسين، ولما كان الحجة الخلف الصالح.
محمد، من ولد أبي عبد الله الحسين، ولم يكن من ولد أبي محمد الحسن، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله فأطلق النبي (ص) على الكنية لفظ الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه، وأطلق على الجد لفظة الأب، فكأنه قال: يواطي اسمه اسمي فهو محمد وأنا محمد، وكنية جدة اسم أبي إذ هو عبد الله، وأبي عبد الله، لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز، وحينئذ تنتظم الصفات، وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد وهذا بيان كاف شاف في إزالة ذلك الإشكال فافهم) انتهى كلام محمد بن طلحة الشافعي (1).
-