الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٣٦
واعلموا: أنه لا بد من خروج المهدي رضي الله عنه، ولكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما، فيملأها قسطا وعدلا، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم، حتى يلي هذا الخليفة، وهو من عترة رسول الله (ص) من ولد فاطمة رضي الله عنها، جدة الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري، ابن الإمام علي النقي - بالنون - ابن محمد التقي - بالتاء - ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب، يواطئ اسمه اسم رسول الله، يبايعه المسلمون ما بين الركن والمقام، يشبه رسول الله (ص) في الخلق - بفتح الخاء - وينزل عنه في الخلق - بضمها - إذ لا يكون أحد مثل رسول الله (ص) في أخلاقه، والله تعالى يقول: (إنك لعلى خلق عظيم)، هو أجلى الجبهة، أقنى الأنف، أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية، ويعدل في الرعية، يأتيه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، وبين يديه المال، فيحثي (*) له ما استطاع أن يحمله، ويخرج على فترة من الدين، يزع الله به ما لا يزع بالقرآن، يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا، فيصبح عالما شجاعا كريما، يمشي النصر بين يديه، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا، يقفو أثر رسول الله ولا يخطئ، له ملك يسدده من حيث لا يراه، يحمل الكل، ويعين الضعيف، ويساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول، ويقول ما يفعل، ويعلم ما يشهد، ويصلحه الله في ليلة، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألف من المسلمين من ولد إسحاق، يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا، يبيد الظلم وأهلة، ويقيم الدين، وينفخ الروح في الإسلام،

* أي: يصب.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»