الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٥١
وعامة الإمامية (1) على أن الخلف الحجة موجود، وأنه حي يرزق، ويحتجون على حياته بأدلة، منها: - أن جماعة طالت أعمارهم كالخضر وإلياس، فإنه لا يدري كم لهما من السنين، وأنهما يجتمعان كل سنة، فيأخذ هذا من شعر هذا، وهذا من شعر هذا، وفي التوراة: إن ذا القرنين عاش ثلاث آلاف سنة، والمسلمون يقولون ألفا وخمسمائة سنة. وقال محمد بن إسحاق: عاش عوج بن عناق، ثلاثة آلاف سنة وستمائة سنة، ولد في حجر آدم وعناق أمه، وقتله موسى بن عمران، وأبوه سيحان، وعاش الضحاك وهو - بيورسب - ألف سنة، وكذلك: طهمورث.
وأما من الأنبياء، فخلق كثير، بلغوا الألف، وزادوا عليها: كآدم ونوح وشيث، ونحوهم، وعاش قينان، تسعمائة سنة، وعاش مهلائيل ثمانمائة، وعاش نفيل بن عبد الله سبعمائة سنة، وعاش عامر بن الضرب خمسمائة، وكان حاكم العرب، وكذا تيم الله بن ثعلبة، وكذا سام بن نوح، وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي أربعمائة سنة، وهو القائل: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا، وكذا:
رفخشند، وعاش قس بن ساعدة ثلاثمائة وثمانين سنة، وعاش كعب بن جمعة الدوسي ثلاثمائة وتسعين سنة، وعاش سلمان الفارسي مائتين وخمسين سنة، وقيل:
ثلاثمائة،... في خلق يطول ذكرهم).

(1) لا يخفى أن هذا العارف ينقل احتجاج الإمامية على بقاء القائم (ع) مجردا فلو لم يكن يرضى به لكان رد عليه، كما هو دأبه في هذا الكتاب، وعدم رده يدل على رضائه به، على أنه اعترف قبل هذا بأن المهدي هو محمد بن الحسن (ع). وعلى القارئ إمعان النظر في كلامه لكي لا يشتبه عليه الأمر، والله الهادي.
* قلت: مجرد اعترافه بولادته دليلا على إذعانه بوجوده (ع).
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»