الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٣٧
يعز الله به الإسلام بعد ذله، ويحييه بعد موته، يضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل، يظهر الدين ما هو عليه في نفسه حتى لو كان رسول الله (ص) حيا لحكم به، فلا يبقى في زمانه إلا الدين الخالص عن الرأي، يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء، فينقبضون منه لذلك، لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهدا، وأطال في ذلك، وفي ذكر وقائعه معهم - ثم قال: - واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون، يقيمون دعوته، وينصرونه وهم الوزراء له، يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلد الله له، ينزل عليه عيسى بن مريم (ع) بالمنارة البيضاء، شرقي دمشق، متكئا على ملكين، ملك عن يمينه، وملك عن شماله، والناس في صلاة العصر، فيتنحى له الإمام من مكانه، فيتقدم ويصلي بالناس يؤم الناس بسنة النبي (ص) ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقبض الله إليه المهدي طاهرا مطهرا.
وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في البيداء فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته، وقد جاءكم زمانه، وأظلكم أوانه، وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية، قرن رسول الله وهو قرن الصحابة، ثم الذي يليه، ثم الذي يلي الثاني، ثم جاء بينها فترات وحدثت أمور، وانتشرت أهواء، وسفكت دماء، فاختفى إلى أن يجئ الوقت المعلوم، فشهداؤه خير الشهداء، وأمناؤه أفضل الأمناء.
قال الشيخ محي الدين: وقد استوزر الله تعالى له طائفة خبأهم الحق له في مكنون غيبه، أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق، وما هو أمر الله عليه في عباده، وهم على أقدام رجال من الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم من
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»