الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٤٣
ولدا، وكان أبو محمد الحسن العسكري اصطفى جارية يقال لها: نرجس، فلما كان ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، دخلت حكيمة، فدعت لأبي محمد العسكري، فقال لها: يا عمة كوني الليلة عندنا لأمر، فأقامت كما رسم فلما كان وقت الفجر، اضطربت نرجس، فقامت إليها حكيمة، فلما رأت المولود أتت به أبا محمد الحسن العسكري رضي الله عنه، وهو مختون مفروغ عنه، فأخذ وأمر يده على ظهره وعينيه وأدخل لسانه في فمه، وأذن في أذنه اليمنى وأقام في الأخرى. ثم قال: يا عمة اذهبي به إلى أمه، فذهبت به وردته إلى أمه، قالت حكيمة: فجئت إلى أبي محمد الحسن العسكري رضي الله عنه، فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر، وعليه من البهاء والنور ما أخذ بمجامع قلبي، فقلت: سيدي هل عندك من علم في المولود المبارك، فتلقيه إلي؟ فقال: أي عمة هذا المنتظر هذا الذي بشرنا به. فقالت حكيمة: فخررت لله تعالى ساجدة شكرا على ذلك. قالت:
ثم كنت أتردد إلى أبي محمد الحسن العسكري رضي الله عنه، فلما لم أره فقلت له يوما: يا مولاي، ما فعلت بسيدنا ومنتظرنا؟ قال: استودعناه الذي استودعته أم موسى ابنها.
(وأخرج فيه (*) عن ابن مسعود (1)، فقال: عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث الله تعالى فيه رجلا من أمتي - أو من أهل بيتي -: يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

* أي: أخرج محمد پارسا في (فصل الخطاب).
(1) استقصاء الافحام في رد منتهى الكلام ص 104.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»