يقيه السهام طورا بوجهه، وطورا بصدره، وطورا بيديه، وطورا بجنبيه، فلم يكد يصل إلى الحسين (عليه السلام) شئ من ذلك حتى سقط الحنفي إلى الأرض (1)، وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت ثوابك في نصرة نبيك، ثم التفت إلى الحسين فقال: أوفيت يا بن رسول الله؟ قال: " نعم، أنت أمامي في الجنة "، ثم فاضت نفسه النفيسة.
وفيه يقول البدي المتقدم ذكره:
سعيد بن عبد الله لا تنسينه * ولا الحر إذ آسى زهيرا على قسر فلو وقفت صم الجبال مكانهم * لمارت على صهل ودكت على وعر فمن قائم يستعرض النبل وجهه * ومن مقدم يلقى الأسنة بالصدر