ومن بلغت أعمارهم فوق مائة * وما بلغت ألفا فليس لهم حصر وما أسعد السرداب في سر من رأى * وأسعد منه مكة فلها البشر سيشرق نور الله منها فلا تقل * (له الفضل عن أم القرى ولها الفخر) فإن أخر الله الظهور لحكمة * به سبقت في علمه وله الامر فكم محنة لله بين عباده * يميز فيها فاجر الناس والبر ويعظم أجر الصابرين لأنهم * أقاموا على ما دون موطئه الجمر ولم يمتحنهم كي يحيط بعلمهم * عليم تساوى عنده السر والجهر ولكن ليبدوا عندهم سؤ ما اجتروا * عليهم فلا يبقى لآثمهم عذر وإني لأرجو أن يحين ظهوره * لينتشر المعروف في الناس والبر ويحيى به قطر الحيا ميت الثرى * (فتضحك من بشر إذا ما بكى القطر) (فتخضر من وكاف نائل كفه) * ويمطرها فيض النجيع فتحمر ويطهر وجه الأرض من كل مأثم * ورجس فلا يبقى عليها دم هدر وتشقى به أعناق قوم تطولت * فتأخذ منها حظها البيض والسمر فكم من كتابي على مسلم علا * وآخر (حربي) به شمخ الكبر ولولا أمير المؤمني وعدله * إذن لتوالى الظلم وانتشر الشر فلا تحسبن الأرض ضاقت بظلمها * فذلك قول عن معايب يفتر وذا الدين في (عبد الحميد) بناؤه * رفيع وفيه الشرك أربعه دثر إذا خفقت بالنصر رايات عزه * فأحشأ أعداه بها يخفق الذعر وعنه سل اليونان كم ميت لهم * له جدثان الذئب والقشعم النسر وكم جحفل إذ ذاك قبل لقائه * بنو الأصفر انحازت وأوجهها صفر عشية جاء المسلمون كتائبا * مؤيدة بالرعب يقدمها النصر ببيض مواض تمطر الموت أحمرا * ورقش صلال تحتها الدهم والشقر فلا يبرح السلطان منه مخلدا * ولا يخل من آثار قدرته قطر
(٣٠)