فأخبارهم عنه بذاك كثيرة * وأخبارنا قلت لها الأنجم الزهر ومولده " نور " به يشرق الهدى * وقيل لظامي العدل مولده " نهر " (1) فيا سائلا عن شأنه اسمع مقالة * هي الدر والفكر المحيط لها بحر ألم تدر أن الله كون خلقه * ليمتثلوه كي ينالهم الأجر وما ذاك إلا رحمة بعباده * وإلا فما فيه إلى خلقهم فقر ويعلم أن الفكر غاية وسعهم * وهذا مقام دونه يقف الفكر فأكرمهم بالمرسلين أدلة * لما فيه يرجى النفع أو يختشى الضر ولم يؤمن التبليغ منهم من الخطا * إذا كان يعروهم من السهو ما يعرو ولو أنهم يعصونه لاقتدى الورى * بعصيانهم فيهم وقام لهم عذر فنزههم عن وصمة السهو الخطا * كما لم يدنس ثوب عصمتهم وزر وأيدهم بالمعجزات خوارقا * لعاداتنا كي لا يقال هي السحر ولم أدر لم دلت على صدق قولهم * إذا لم يكن للعقل نهي ولا أمر ومن قال للناس انظروا في ادعائهم * فإن صح فليتبعهم العبد والحر ولو أنهم فيما لهم من معاجز على خصمهم طول المدى لهم النصر لغالى بهم كل الأنام وأيقنوا * بأنهم الأرباب والتبس الأمر كذلك تجري حكمة الله في الورى * وقدرته في كل شئ له قدر وكان خلاف اللطف، واللطف واجب * إذا من نبي أو وصي خلا عصر أينشئ للانسان خمس جوارح * تحس وفيها تدرك العين والأثر وقلبا لها مثل الأمير يردها * إذا أخطأت في الحس واشتبه الأمر
(٢٧)