لما اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة عليها السلام فدك والعوالي وأيست عن إجابته لها عدلت إلى قبر أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله فألقت نفسها عليه وشكت إليه ما فعله القوم بها وبكت حتى بلت تربته عليه السلام بدموعها وندبته، ثم قالت في آخر ندبا: قد كان بعدك أنباء وهنبثة، الأبيات (67).
وفي رواية الاحتجاج، ثم انكفأت عليها السلام وأمير المؤمنين صلوات الله عليه يتوقع رجوعها إليه ويطلع طلوعها عليه، فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمن عليه السلام: يا بن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين (68) نقضت قادمة الأجدل (69)، فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني لقد أجهر [الجهد خ] في خصامي وألفتيه ألد في كلامي حتى حبستني قيلة (70) نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع.
خرجت كاظمة وعدت راغمة، أضرعت (71) خدك يوم أضعت حدك [يوم أغصب حقك خ] افترست الذئاب وافترشت التراب، ما كففت قائلا ولا أغنيت باطلا (طائلا - خ ل) ولا خيار لي، ليتني مت قبل هنيئتي ودون ذلتي عذيري الله منك عاديا (72) ومنك حاميا، ويلاي في كل شارق، ويلاي في كل غارب، مات العمد ووهت العضد، شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربي، اللهم أنت أشد قوة وحولا وأشد بأسا وتنكيلا.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ويل عليك بل، الويل لشانئك، نهنهي عن