مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٧٩
اللهم فكور شمسه، وحط نوره، واطمس ذكره، وارم بالحق رأسه، وفض جيوشه، وأرعب قلوب أهله.
اللهم ولا تدع منه بقية إلا أفنيت، ولا بنية إلا سويت، ولا حلقة إلا قصمت ولا حدا إلا أفللت ولا سلاحا إلا أكللت، ولا كراعا إلا اجتحت، ولا حاملة علم إلا نكست.
اللهم وأرنا أنصاره عباديد بعد الألفة وشتى بعد اجتماع الكلمة ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الأئمة. اللهم وأسفر لنا عن نهار العدل وأرناه سرمدا لا ظلمة فيه ونورا لا شوب معه وأهطل علينا ناشئته وأنزل علينا بركته وأدل له ممن ناواه وانصره على من عاداه.
اللهم وأظهر به الحق، وأصبح به في غسق الظلم وبهم الحيرة، اللهم وأحي به القلوب الميتة واجمع به الأهواء المتفرقة، والآراء المختلفة. وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة وأشبع به الخماءك الساغبة، وأرح به الأبدان المتعبة اللهم وكما ألهجتنا بذكره، وأخطرت ببالنا دعاءك له ووفقتنا للدعاء إليه وحياشة أهل الغفلة عليه وأسكنت في قلوبنا محبته، والطمع فيه وحسن الظن لإقامة مراسمه.
اللهم فآتنا لنا منه على أحسن يقين يا محقق الظنون الحسنة، ويا مصدق الآمال المبطئة (1).
اللهم وأكذب به المتألين عليك فيه، وأخلف به ظنون القانطين من رحمتك والآيسين منه.
اللهم اجعلنا سببا من أسبابه وعلما من أعلامه، ومعقلا من معاقله ونضر وجوهنا بتحليته وأكرمنا بنصرته واجعل فينا خيرا تظهرنا له وبه ولا تشمتن بنا حاسدي النعم، والمتربصين بنا حلول الندم ونزول المثل في دار النقم فقد ترى يا رب براءة ساحتنا وخلو ذرعنا من الإضمار لهم على إحنة والتمني لهم وقوع جائحة وما تنازل من تحصينهم بالعافية، وما أضبأوا لنا من انتهاز الفرصة، وطلب الوثوب بنا عند الغفلة.
اللهم وقد عرفتنا من أنفسنا وبصرتنا من عيوبنا خلالا، نخشى أن تقعد بنا عن استئهال إجابتك، وأنت المتفضل على غير المستحقين والمبتدي بالإحسان على غير السائلين فآت لنا من أمرنا على حسب كرمك وجودك وفضلك وامتنانك إنك تفعل ما تشاء وتحكم ما

1 - في نسخة المبطنة.
(٧٩)
مفاتيح البحث: الغفلة (2)، الظلم (2)، الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»