مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٧٥
تنبيه قال السيد الأجل علي بن طاووس في كتاب جمال الأسبوع عند ذكر الدعاء المذكور وبيان الحض والترغيب عليه في يوم الجمعة بعد صلاة العصر ما هذا لفظه: وهو مما ينبغي إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فإياك أن تهمل الدعاء به، فإننا عرفنا ذلك من فضل الله جل جلاله الذي خصنا به فاعتمد عليه.
ثم ذكر الدعاء المذكور، بالإسناد الذي قدمنا ذكره. وهذا الكلام يدل على صدور أمر في ذلك، عن مولانا صاحب الزمان - عجل الله تعالى فرجه - إليه. وهذا غير بعيد من مقامات السيد وكراماته، أفاض الله عليه من سني بركاته.
ومن الدعوات المأثورة في طلب الفرج لمولانا القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه وظهوره دعاء القنوت المروي عن مولانا الزكي الرضي، الحسن بن علي العسكري عليهما الصلاة والسلام، الذي ذكره الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) في المصباح ومختصر المصباح، في باب أدعية قنوت صلاة الوتر وذكره السيد ابن طاووس (رضي الله عنه) في مهج الدعوات في باب قنوتات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، لكن الظاهر من بعض الروايات عدم اختصاصه بوقت من الأوقات، وإن كان الأفضل أن يدعى به في أفضل الأوقات والحالات.
ويظهر من رواية السيد وغيره، أن لهذا الدعاء تأثيرا تاما في دفع الظالم، والانتصار منه للمظلوم، بل يمكن أن يستفاد من ذلك أن من جملة فوائد الدعاء في فرج صاحب الزمان (عج) وطلب ظهوره، ونصرته دفع الظالم، والخلاص من بأسه وسطوته.
قال السيد عند ذكر الدعاء المشار إليه: ودعا (عليه السلام) يعني الإمام الزكي الحسن بن علي العسكري في قنوته، وأمر أهل قم بذلك، لما شكوا من موسى بن بغى، انتهى كلامه رفع مقامه.
- وحكى صاحب كتاب منح البركات وهو شرح لمهج الدعوات، عن كتاب إعلام الورى في تسمية القرى تأليف أبي سعيد إسماعيل بن علي السمعاني الحنفي، أن موسى
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»