مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٧٨
وخيرته من خلقه، وذريعة المؤمنين إلى رحمته، وآله الطاهرين، ولاة أمره.
اللهم إنك ندبت إلى فضلك، وأمرت بدعائك وضمنت الإجابة لعبادك، ولم تخيب من فزع إليك برغبته وقصد إليك بحاجته ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك ولا خائبة من نحل هباتك، وأي راحل رحل إليك فلم يجدك قريبا أو أي وافد وفد عليك فاقتطعته عوائد الرد دونك! بل أي محتفر من فضلك لم يهمه فيض جودك! وأي مستنبط لمزيدك أكدى دون استماحة سجال عطيتك.!!
اللهم وقد قصدت إليك برغبتي، وقرعت باب فضلك يد مسألتي، وناجاك بخشوع الاستكانة قلبي ووجدتك خير شفيع لي إليك. وقد علمت اللهم ما يحدث من طلبتي قبل أن يخطر بفكري، أو يقع في خلدي، فصل اللهم دعاي إياك بإجابتي واشفع مسألتي بنجح طلبتي.
اللهم وقد شملنا زيغ الفتن، واستولت علينا عشوة الحيرة، وقارعنا الذل والصغار، وحكم علينا غير المأمونين في دينك وابتز أمورنا معادن الابن ممن عطل حكمك وسعى في إتلاف عبادك وإفساد بلادك.
اللهم وقد عاد فيئنا دولة بعد القسمة. وإمارتنا غلبة بعد المشورة، وعدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة فاشتريت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة ورعى في مال الله من لا يرعى له حرمة، وحكم في أبشار المؤمنين أهل الذمة وولي القيام بأمورهم فاسق كل قبيلة، فلا ذائد يذودهم عن هلكة ولا راع ينظر إليهم بعين الرحمة، ولا ذو شفقة يشبع الكبد الحرى من مسغبة، فهم أو لو ضرع بدار مضيعة وأسراء مسكنة وحلفاء كآبة وذلة.
اللهم وقد استحصد زرع الباطل وبلغ نهايته واستحكم عموده واستجمع طريده وخذرف وليده، وبسق فرعه، وضرب بجرانه.
اللهم فأتح له من الحق يدا حاصدة تصرع قائمه وتهشم سوقه وتجب سنامه، وتجدع مراغمه ليستخفي الباطل بقبح صورته ويظهر الحق بحسن حليته.
اللهم ولا تدع للجور دعامة إلا قصمتها، ولا جنة إلا هتكتها، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا سرية ثقل إلا خففتها ولا قائمة علو إلا حططتها ولا رافعة علم إلا نكستها ولا خضراء إلا أبرتها.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»