مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٨١
كنا نقمعه به إذ أفقدتنا وجهه، وبسطت أيدي من كنا نبسط أيدينا عليه لنرده عن معصيته وافتراقنا بعد الألفة والاجتماع تحت ظل كنفه، وتلهفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته، وطلبنا من القيام بحق الله ما لا سبيل لنا إلى رجعته.
واجعله اللهم في أمن مما يشفق عليه منه، ورد عنه من سهام المكائد ما يوجهه أهل الشنآن إليه، وإلى شركائه في أمره، ومعاونيه على طاعة ربه، الذين جعلتهم سلاحه وحصنه، ومفزعه، وأنسه، الذين سلوا عن الأهل والأولاد، وجفوا الوطن وعطلوا الوثير من المهاد ورفضوا تجاراتهم وأضروا بمعايشهم، وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة (1) عن مصرهم وحالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم وقلوا القريب ممن صد عنهم وعن جهتهم وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم وقطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام الدنيا.
فاجعلهم اللهم في أمن حرزك وظل كنفك، ورد عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من عبادك، وأجزل لهم على دعوتهم من كفايتك ومعونتك، وأمدهم (2) بتأييدك ونصرك، وأزهق بحقهم باطل من أراد إطفاء نورك واملأ اللهم بهم كل أفق من الآفاق، وقطر من الأقطار قسطا وعدلا، ومرحمة وفضلا، واشكرهم على ما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك، وادخرت لهم من ثوابك، على حسب كرمك وجودك ما ترفع لهم به الدرجات، إنك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد (3) وصلى الله على خيرته من خلقه، محمد وآله الأطهار.
اللهم إني أجد هذه الندبة امتحت دلالتها، ودرست أعلامها وعفت آلاء ذكرها وتلاوة الحجة بها.
اللهم إني أجد بيني وبينك مشتبهات تقطعني دونك، ومبطئات تقعدني عن إجابتك، وقد علمت أن عبدك لا يرحل إليك إلا بزاد، وأنك لا تحجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك، وقد علمت أن زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها، ويصير بها إلى ما يؤدي إليك اللهم وقد ناداك بعزم الإرادة قلبي، واستبقى نعمتك بفهم حجتك لساني وما تيسر لي من إرادتك.
اللهم فلا أختزلن عنك وأنا أؤمك، ولا أختلجن عنك وأنا أتحراك، اللهم وأيدنا بما

١ - في نسخة: غنية.
٢ - في نسخة وأيدهم.
٣ - إلى هنا تم الدعاء برواية السيد وما بعده مذكور في مصباح المتهجد ومختصر المصباح (لمؤلفه).
(٨١)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»