مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٧٦
بن بغى بن كليب بن شمر بن مروان بن عمرو بن غطة كان من أصحاب المتوكل العباسي " لع " وأمرائه، وكان عاملا له على بلدة قم، وهو الخبيث الذي كان يحرض المتوكل على تخريب قبر مولانا المظلوم أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام، وحرثه، وكان ظالما، سفاكا، هتاكا وكان عاملا على قم، حاكما على أهله أكثر من عشر سنين، وكان أهل قم خائفين منه، لأنه كان شديد العناد، للأئمة الأمجاد وكان يلقي الفساد بينهم، ويهددهم بالقتل، وعزم عليهم فشكوا ذلك إلى مولانا الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) فأمرهم بأن يصلوا صلاة المظلوم، ويدعوا عليه بهذا الدعاء فلما فعلوا ذلك أخذه الله في الحال أخذ عزيز مقتدر ولم يمهله طرفة عين.
أقول: هذا كلام صاحب كتاب منح البركات، قد نقلته بالمعنى، لأنه كان باللغة الفارسية ولم يذكر صفة صلاة المظلوم ونحن نذكر ما وجدناه في كتاب مكارم الأخلاق (1)، عند ذكر جملة من الصلوات.
- ففي موضع منه عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال: إذا ظلمت فاغتسل وصل ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء ثم قل: اللهم إن فلان ابن فلان ظلمني وليس لي أحد أصول به غيرك، فاستوف لي ظلامتي الساعة الساعة، بالاسم الذي سألك به المضطر فكشفت ما به من ضر ومكنت له في الأرض وجعلته خليفتك على خلقك فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة قال (عليه السلام) فإنك لا تلبث حتى ترى ما تحب.
- وقال في المكارم في موضع آخر: صلاة المظلوم: تصلي ركعتين بما شئت من القرآن، وتصلي على محمد وآله ما قدرت عليه ثم تقول: اللهم إن لك يوما تنتقم فيه للمظلوم من الظالم، لكن هلعي وجزعي لا يبلغان بي الصبر على أناتك وحلمك، وقد علمت أن فلانا ظلمني، واعتدى علي بقوته على ضعفي، فأسألك يا رب العزة، وقاسم الأرزاق وقاصم الجبابرة، وناصر المظلومين أن تريه قدرتك. أقسمت عليك يا رب العزة الساعة الساعة (2).

1 - مكارم الأخلاق: 2 / 384 في نوادر من الصلوات.
2 - مكارم الأخلاق: 2 / 380 نوادر من الصلاة.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»