مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
- ومنها في كتاب جنة المأوى (1) عن كتاب تاريخ قم، للشيخ الفاضل الحسن بن محمد القمي، عن كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين، للشيخ أبي جعفر محمد بن بابويه (رضي الله عنه) في باب بناء مسجد جمكران، وذكر له حكاية طويلة، وقال هناك أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه أمر بهذه الصلاة بكيفية خاصة، وهي أن يصلي ركعتين، ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، فإذا وصل إلى إياك نعبد وإياك نستعين، كرره مائة مرة، ثم يقرأها إلى آخرها، ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات، فإذا أتم الصلاة يهلل، ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) مائة مرة.
ثم قال ما هذه حكاية لفظه: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق، انتهى.
قال العالم المحدث النوري في الحاشية، عند قوله: فإذا أتم الصلاة يهلل، الظاهر أن يقول لا إله إلا الله وحده وحده " انتهى ".
أقول: الاحتياط في العبادة، والاهتمام في قضاء الحاجة، يقتضيان الجمع بين الكيفيات المذكورة، بأن يغتسل بعد النصف من ليلة الجمعة، ويصلي تلك الصلاة ويكرر التسبيحة الكبرى في الركوع والسجود سبع مرات، ويهلل بعد الفراغ، بما هلل به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال:
إنه دعائي ودعاء الأنبياء قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شئ قدير.
ثم يهلل بما هلل به رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة، فقال: لا إله إلا الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم (2) الأحزاب وحده، فله الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شئ قدير.
ثم يسبح تسبيحة الزهراء الواردة عقيب كل فريضة.
ثم يسبح تسبيحها الوارد المعروف بعد صلاتها، وهو سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ثم يصلي على النبي وآله مائة مرة، ثم يدعو بالدعاء المروي عن المكارم ثم يدعو بالدعاء الذي ذكره ابن

1 - جنة المأوى: 230 حكاية 8.
2 - في نسخة: غلب.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»