مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
- وفي البحار عن الكاظم (عليه السلام) في حديث قال: ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا، فكأنما قضاها لجميعنا.
- وفي كامل الزيارة (1) عن الرضا (عليه السلام): من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا، يكتب له ثواب زيارتنا.
- وعن الكاظم (عليه السلام) نحوه بزيادة: ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا (2).
أقول: الأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة جدا، والغرض الإشارة.
- لكن يعجبني هنا ذكر رواية شريفة رواها زيد النرسي (3) في أصله لاشتمالها على فوائد جمة وأمور مهمة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): نخشى أن لا نكون مؤمنين.
قال (عليه السلام): ولم ذاك؟
فقلت: ذلك أنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عنده من أخ، قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال (عليه السلام): كلا إنكم مؤمنون، ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذا لرفعنا الله إليه، وأنكرتم الأرض وأنكرتم (4) السماء.
بل والذي نفسي بيده إن في الأرض في أطرافها مؤمنين، ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة ولو أن الدنيا بجميع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط عن عنقه ما شعر بها أي شئ كان على عنقه، ولا أي شئ سقط منها لهوانها عليهم، فهم

1 - كامل الزيارة: 319 باب 105.
2 - كامل الزيارة: 319 باب 105 ح 2.
3 - * زيد النرسي بالنون المفتوحة منسوب إلى نرس بلدة بالعراق من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام) واختلف في أصله فقيل إنه موضوع والأقوى وفاقا لجمع من الفحول الاعتماد والقبول لقول النجاشي فيما حكى عنه: له كتاب يرويه جماعة ثم قال أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن نوح قال وحدثنا محمد ابن أحمد الصفواني رحمه الله تعالى قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد النرسي بكتابه، انتهى. ولكتابه طرق غير هذا الطريق تنتهي إلى محمد بن أبي عمير وغيره من الأجلة.
فتدبر (لمؤلفه).
* بل هو في الأصل زيد الزراد: 6 فراجع (السبط).
4 - في الموضعين في البحار: أنكرتكم.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»