مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٨٤
والإنس وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثروا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، وخلافا منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على حفرة أبي عبد الله وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم الصرخة التي كانت لنا اللهم إني استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى توافيهم على الحوض يوم العطش، الحديث وهو طويل، أخذنا منه موضع الحاجة، وهو دليل على حصول السرور لصاحب الأمر، وسائر الأئمة عليه وعليهم السلام، بهذا العمل الشريف وأنه صلة لهم، وإجابة لأمرهم، ومعاداة لأعدائهم.
- وفيه (1) بإسناده إلى معاوية بن وهب أيضا عن الصادق (عليه السلام)، قال: قال لي: يا معاوية، لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فإن من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي، وفاطمة، والأئمة (عليهم السلام)؟
- وبإسناده (2) عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قلت جعلت فداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟
قال (عليه السلام): أقول: إنه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا، واستخف بأمر هو له، ومن زاره كان الله له من وراء حوائجه وكفي ما أهمه من أمر دنياه. وإنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة، إلا وقد محيت من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح له باب إلى الجنة، يدخل عليه روحها، حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق، ويجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم، وذخر ذلك له، فإذا حشر قيل له: لك بكل درهم عشرة آلاف درهم، وإن الله نظر لك، وذخرها لك عنده.
- وفي حديث عبد الله بن حماد البصري، عن الصادق (عليه السلام): يذكر فيه فضل زائر قبر الحسين (عليه السلام) إلى أن قال: وأما ما له عندنا فالترحم عليه كل صباح ومساء (الخبر).

(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»