مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٧١
- وما رواه العالم النوري في مستدرك الوسائل (1) عن كتاب العلاء عن محمد بن مسلم. عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: يستحب الانصات والاستماع في الصلاة وغيرها للقرآن.
- وفي تفسير العسكري (2) (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال في فضل سورة الفاتحة: وإن فاتحة الكتاب أعظم وأشرف ما في كنوز العرش وإن الله خص بها محمدا (صلى الله عليه وآله) وشرفه، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه، ما خلا سليمان، فإنه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم، ألا تراه أنه يحكي عن بلقيس حين قالت: * (إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) * ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لأمرهم، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم، أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل حسنة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها (3) وخزائنها.
ومن استمع قارئا يقرأها كان له قدر ثلث ما للقارئ فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض (4) لكم فإنه غنيمة لكم لا يذهبن أوانه، فتبقى في قلوبكم الحسرة.
أقول: يظهر من قوله (عليه السلام) " فليستكثر " استحباب القراءة والاستماع لقراءة سورة الحمد، إذ لو كان واجبا لما كان موقع للأمر بالإكثار، لوضوح أن الواجب لا بد من الإتيان به في كل حال، ولا فرق بين هذه السورة وغيرها في ذلك الحكم قطعا.
- وفي كنز العرفان للفاضل المقداد في ذيل قوله تعالى: * (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) * (5) قال: قال الصادق (عليه السلام): المراد استحباب الاستماع في الصلاة وغيرها.
- وفي الوافي والبرهان (6) عن تهذيب الشيخ في الصحيح، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن الرجل يؤم القوم وأنت لا ترضى به في صلاة يجهر فيها.
فقال (عليه السلام): إذا سمعت كتاب الله يتلى فأنصت له فقلت فإنه يشهد علي بالشرك قال: إن عصى الله فأطع الله فرددت عليه، فأبى أن يرخص لي قال: فقلت له: أصلي إذا في نيتي ثم أخرج إليه فقال: أنت وذاك.

١ - مستدرك الوسائل: ١ / ٢٩٥ باب ٢١ ح ٤.
٢ - تفسير العسكري: ٩.
٣ - في نسخة: خيراتها.
٤ - في نسخة: المتعرض.
٥ - الأعراف: ٢٠٤.
٦ - البرهان: ٢ / 56 ح 2.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»