- ولهذا قالوا كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا (1).
- وقالوا كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم (2).
- وفي أصول الكافي (3) في الصحيحة (4) العالي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون لجميع أمرنا متبعا ومريدا ألا ومن اتباع أمرنا وإرادته الورع، فتزينوا به رحمكم الله تعالى، وكيدوا أعداءنا به ينعشكم الله.
- وفي روضة الكافي (5) بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال مررت أنا وأبو جعفر (عليه السلام) على الشيعة وهم ما بين القبر والمنبر فقلت لأبي جعفر (عليه السلام) شيعتك ومواليك جعلني الله فداك قال: أين هم؟ فقلت أراهم ما بين القبر والمنبر فقال إذهب بي إليهم فذهب فسلم عليهم، ثم قال: والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم، فأعينوا مع هذا بورع واجتهاد، إنه لا ينال ما عند الله إلا بورع واجتهاد وإذا ائتممتم بعبد فاقتدوا به أما والله إنكم على ديني ودين آبائي إبراهيم وإسماعيل، وإن كان هؤلاء على دين أولئك فأعينوا على هذا بورع واجتهاد.
قال العلامة المجلسي (رضي الله عنه) في الشرح: إنما خصص من بين الآباء إبراهيم وإسماعيل لبيان أن جميع الأنبياء مشاركون لنا في الدين، ولما كان هذا التخصيص يوهم إما الحصر أو كونهم أفضل من آبائه الأكرمين محمد وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم استدرك ذلك بأن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته هم الأصل في دين الحق وسائر الأنبياء (عليه السلام) على دينهم ومن أتباعهم.
فقوله (صلى الله عليه وآله) هؤلاء إشارة إلى إبراهيم وإسماعيل وغير هما من الأنبياء الماضين (عليهم السلام) وأولئك إشارة إلى آبائه الأقربين من النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم. انتهى كلامه.