الأمر عجل الله تعالى فرجه.
وقد ذكرناه في الباب السادس أيضا وجه الاستدلال أن الأخبار المذكورة تدل بدلالة التنبيه والايماء على أن طلب التشرف بلقائه (عليه السلام) أمر محبوب عند الله تعالى وقد ندب إليه الأئمة (عليهم السلام)، حتى أن الفوز بلقاءه قد جعل ثوابا لمن تعبد ببعض العبادات التي أمر الشارع بها فتدبر.
الوجه الخامس: ما نظمه العلامة الطباطبائي السيد مهدي النجفي المشتهر ببحر العلوم في الغايات التي يستحب لها الغسل، حيث قال في درته:
ورؤية الإمام في المنام * لدرك ما يقصد من مرام فلو لم يكن طلب رؤية الإمام أمرا مستحبا مرغوبا إليه لم يكن الاغتسال له مستحبا راجحا إذا لا يخفى أن استحباب الغسل إنما هو لرجحان ما يغتسل له، وهذا ظاهر بالنظر إلى سائر موارده، فتدبر.
الوجه السادس: إن طلب لقاءه إنما هو لمحبته، والاشتياق والتحبب إليه ولا ريب أن التودد والتحبب إليه من أفضل العبادات وأهمها لأنه من آثار الولاية وعلاماتها، فكلما كان الحب أشد وأتم كان الإشتياق إلى لقاء المحبوب أكثر وأعظم وقد مر في هذا الباب ما يدل على هذا المرام ويتذكر به أولو الألباب.
الوجه السابع: ما روي في جنة المأوى (1) للعالم النوري رحمه الله تعالى عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد (رضي الله عنه) عن أبي المغرا (2) عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا، وأن يعرف موضعه، فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا، فإنه يرانا ويغفر له بنا، ولا يخفى عليه موضعه الخبر.
قال المحدث النوري بعد ذكر الحديث: قوله (عليه السلام) يناجي بنا أي يناجي الله تعالى بنا، ويعزم عليه ويتوسل إليه بنا أن يرينا إياه، ويعرف موضعه عندنا وقيل: أي يهتم برؤيتنا، ويحدث نفسه بنا ومحبتنا فإنه يراهم، أو يسألنا ذلك. انتهى كلامه.