مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٥٩
وسلك سبيل الرشاد ودان بدين الأئمة الأمجاد صلى الله تعالى عليهم إلى يوم التناد، وبعده أبدا لا أمد له ولا نفاد.
وأما حماد اللحام فهو حماد بن واقد الكوفي اللحام، وهو من الشيعة الكرام والثقات العارفين بأمر الأئمة (عليهم السلام) وإني وإن لم أقف على توثيق صريح له في ما حضرني الآن من كتب الرجال، إلا أن الذي ظهر لي ويقوى في نفسي أنه من أجلاء الثقات وألباء الرواة.
والذي يشهد لذلك وجوه: أحدها اعتماد القميين على روايته، خصوصا أحمد بن محمد بن عيسى المذكور مع تثبته وجلالته فإن القميين كانوا محترزين عمن يروي عن الضعفاء بل قيل إن عيسى المذكور بعد أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن قم لهذه الجهة.
الوجه الثاني: رواية ابن فضال عنه، مع كمال ورعه وتثبته وتقواه فإن رواية الأجلاء عن أحد من أمارات الوثوق كما تقرر في محله.
- الثالث: قول الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) لما سئل عن كتب بني فضال: خذوا بما رووا وذروا ما رأوا.
الرابع: رواية جعفر بن بشير البجلي الثقة الجليل عنه وقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن الثقات.
- الخامس: ما رواه الشيخ الصدوق (1) محمد بن يعقوب الكليني (رضي الله عنه) في أصول الكافي (2) في باب التقية عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حماد بن واقد اللحام، قال استقبلت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق فأعرضت عنه بوجهي، ومضيت فدخلت عليه بعد ذلك فقلت: جعلت فداك إني لألقاك فأصرف وجهي كراهة أن أشق عليك فقال (عليه السلام) لي: رحمك الله لكن رجلا لقيني أمس في موضع كذا وكذا فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله ما أحسن ولا أجمل (انتهى).
وفي هذا الحديث الشريف دلالة على كون حماد من الشيعة الإمامية، ومعرفته وبصيرته بموارد التقية، وكونه مهتما بحفظ الإمام، وتحصيل رضاه بما يقتضيه المقام ودعاء الإمام في

١ - اعلم أنه قد يطلق الصدوق في كلامهم على الشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله تعالى والأكثر إطلاقه على الشيخ الجليل محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (لمؤلفه رحمه الله).
٢ - أصول الكافي: ٢ / ٣١٨ باب التقية ح 9.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»