الاقتداء بأخلاقه وأعماله (عليه السلام) الثالث والسبعون الاقتداء والتأسي بأخلاقه وأعماله فيما يقدر عليه المؤمن بحسب حاله وهذا معنى التشيع وحقيقة الإئتمام وبه يحصل كمال الإيمان وتمام موالاة الإمام معه يوم القيام ومجاورته في دار السلام.
- ففي كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة قال (عليه السلام) ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به ويستضئ بنور علمه. الخ.
- وفي روضة الكافي (1) عن زين العابدين (عليه السلام) قال: لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل إلا بالنية ولا عبادة إلا بالتفقه وأن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة الإمام ولا يقتدي بأعماله.
توضيح - قد ورد في الروايات أن الله تعالى قد يحب عبدا، ويبغض عمله وقد يبغض عبدا ويحب عمله وهذا موافق للعقل والاعتبار لأن المحبوبية والمبغوضية عند الله إنما يكون بسبب أمر الله ونهيه، على حسب ما يريده الله من العبد في اعتقاده وعمله فيمكن أن يكون العبد محبوبا عند الله بحسب الاعتقاد لكونه مؤمنا ومبغوضا عنده بحسب العمل لكونه مخالفا لأمره أو نهيه وكذا العكس.
إذا عرفت هذا فنقول: الظاهر أن المراد من هذا الكلام أن أبغض الناس إلى الله من حيث العمل من يكون على طريقة الإمام أي يعتقد ويقر بإمامته وولايته وهو مع ذلك يخالفه في الأعمال والأخلاق، والسر في ذلك أن المؤمن إذا خالف إمامه في أعماله وأخلاقه كان شينا وعارا على الإمام وسببا لطعن الأعداء وإزرائهم عليه وهذا ذنب عظيم، وإذا اقتدى بأعماله وأخلاقه كان سببا لعظمة ولي الله في أعينهم ورغبة المخالفين إلى طريقتهم واهتداء الناس بأعمالهم إلى إمامهم فيحصل بذلك الغرض الإلهي من نصب الإمام بين الأنام.