مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٥١
لكثير من الأنام من الخواص والعوام، وبهذا يجاب عن بعض أهل الشبهة من العامة وغيرهم الذين يعترضون على الإمامية بأنه: أي فائدة في وجود الإمام الغائب عن الأبصار.
ويجاب عنهم أيضا، بأن فوائد وجود الإمام ليست منحصرة في الفوائد التي تدرك بمشاهدته وظهوره بل فوائد وجوده المبارك كثيرة، تصل إلى جميع الممكنات وإن كان غائبا عن أبصار البريات ولذلك شبه في عدة من الروايات بالشمس، إذا كانت تحت السحاب.
لمؤلفه:
هو العلم الهادي بإشراق نوره * وإن غاب عن عيني كحين ظهوره ألم تر أن الشمس ينشر ضوؤها * إذا كان تحت الغيم حين عبوره ونحن نذكر إن شاء الله تعالى شأنه في خاتمة الكتاب وجوها كثيرة مما ألهمنا الله تعالى ببركة أوليائه في تشبيه مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه في زمان غيبته بالشمس إذا كانت تحت السحاب. هذا وقد صرح جمع من علمائنا في كتبهم بأنه لا يمتنع في زمان الغيبة التشرف بلقاء الحجة (عليه السلام)، وبوقوع ذلك لكثير من المؤمنين:
قال السيد المرتضى - رضي الله تعالى عنه - في كتاب الغيبة فإن قيل فأي فرق بين وجوده غائبا لا يصل إليه أحد ولا ينقطع به بشر وبين عدمه، وإلا جاز إعدامه إلى حين علم الله بتمكين الرعية له كما جاز أن يبيحه الاستتار حتى يعلم التمكين له فيظهر.
قيل له: أولا نحن نجوز أن يصل إليه كثير من أوليائه والقائلون بإمامته فينتفعون به، ومن لا يصل إليه منهم ولا يلقاه من شيعته، ومعتقدي إمامته فهم ينتفعون به في حال الغيبة النفع الذي نقول إنه لا بد في التكليف منه. إلى آخر ما قال.
وقال السيد رضي الدين علي بن طاووس (رضي الله عنه) في كشف المحجة (1) مخاطبا لولده (رضي الله عنه):
والطريق مفتوحة إلى إمامك (عليه السلام) لمن يريد الله جل جلاله عنايته به وتمام إحسانه إليه.
انتهى.
ومن العلماء المصرحين بذلك العلامة المجلسي، وبحر العلوم والمحقق الكاظمي والشيخ الطوسي وغيرهم من أجلة العلماء الأبرار.

1 - كشف المحجة: 154.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»