مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٦٥
الأئمة (عليهم السلام):
- منها قوله في بعض الأدعية: اللهم إن كنت عصيتك في أشياء أمرتني بها، وأشياء نهيتني عنها، فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك، وهو الإيمان بك منا منك به علي، لا منا به مني عليك (الخ).
الخامس: إن قوله: ويمكن أن يكون هذا أحد محامل هذه الأخبار وأحد علل ما ورد أن نوم العالم عبادة (الخ) أيضا تأويل من غير دليل، بل الأولى أن يبقى قولهم نوم العالم عبادة، ونحوه على ظاهره ولا نحتاج إلى تكلف وتأويل لأن تحصيل العلوم الشرعية التي ندب الشارع إليها له مثوبات جليلة، وفوائد كثيرة:
منها: إن الله تعالى يعطيه بنومه ثواب العبادة والسر فيه أن طالب العلم أتعب نفسه في طلب مرضاة الله، وسلب الراحة عن بدنه لهداية عباد الله فجزاه الله عز وجل بأن عوضه من نومه الذي فيه راحة نفسه وسكون بدنه، ثواب العبادة، التي هي استعمال البدن في مشقة الطاعة فبكل نوم جديد يحصل له يتحقق له ثواب جديد، جزاء لما أتعب نفسه في تحصيل العلم.
- وهذا نظير ما ورد في ثواب زيارة قبر مولانا الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام، فإن الملائكة يعبدون الله تعالى وهو نائم، والثواب له، ويعبدون الله تعالى بعد موته، والثواب له.
وقد تحصل مما ذكرناه أن السكوت عن غير كلام يحصل به رضى الله تعالى أو يدعو إليه ضرورة مما يحتاج إليه المؤمن في تعيشه، في هذه الدار الفانية، وتقلبه بين أهل النشأة العاجلة، من حيث هو عبادة مندوبة، ولو مع قطع النظر عما يحصل فيه من التفكر وغيره ويشهد لذلك عدة روايات مذكورة في اللئالي.
- منها: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: يا رب، ما أول العبادة؟ قال الصمت والصوم.
- وفي خبر آخر: أربعة لا يصيبهن إلا مؤمن: الصمت، وهو أول العبادة، الخبر.
- وقال: يا أحمد! ليس شئ من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم.
- وقال: علامات الفقه: العلم والحلم والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة فأصمت لسانك إلا من خير يجرك إلى الجنة.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»