مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٨
- ويؤيد هذا الوجه ما رواه (1) الكليني رحمه الله تعالى في الصحيح عن الصادق (عليه السلام) قال للقائم (عليه السلام) غيبتان: إحداهما قصيرة، والأخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه.
هذا وقد مر في الأمر السابق ما يؤيده أيضا فتدبر.
الوجه الثاني: إن النظر إلى وجهه المنير عبادة وطلب التوفيق للعبادة عبادة، فطلب التوفيق له عبادة، وكل من المقدمتين من الوضوح بمكان لا يحتاج إلى إقامة دليل وبرهان.
- بل يشهد للأولى ما روى في مجالس (2) الصدوق عن مولانا الرضا (عليه السلام): من أن النظر إلى ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) عبادة، إماما كان أو غير إمام، وللثانية الدعوات المأثورة عن الأئمة (عليهم السلام)، وأمرهم بطلب التوفيق للعبادة من الله عز وجل.
الوجه الثالث: قوله في دعاء العهد وغيره: اللهم أرني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة مني إليه.. الخ، فإنه يعم بإطلاقه زمان غيبته وحضوره كما لا يخفى على من استنار قلبه بنوره.
الوجه الرابع: فحوى ما ورد في فضل قراءة سورة بني إسرائيل في ليالي الجمعة.
- ففي تفسير البرهان (3) عن العياشي والصدوق في كتابيهما، بإسنادهما عن الصادق (عليه السلام) قال: من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم، ويكون من أنصاره.
- وفحوى ما ورد في فضل قراءة دعاء العهد المروي في البحار (4) عن كتاب الاختيار للسيد ابن الباقي عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: من قرأ بعد كل فريضة هذا الدعاء فإنه يرى الإمام محمد بن الحسن عليه وعلى آبائه السلام في اليقظة أو في المنام وقد ذكرناه في أول الباب السادس.
- وفحوى ما روى في (5) مكارم الأخلاق في فضل قراءة: اللهم إن رسولك الصادق المصدق إلى آخره بعد كل فريضة، والمواظبة على هذا الدعاء، أنه يتشرف بلقاء صاحب

١ - الكافي: ١ / ٣٤٠ باب الغيبة ح ٩.
٢ - أمالي الصدوق: ١٧٦.
٣ - البرهان: ٢ / ٣٨٩ فضلها ح ٢.
٤ - البحار: ٨٦ / ٦١ باب ٣٨ ح ٦٩.
٥ - مكارم الأخلاق: ٢ / ٣٣١ في الأدعية المخصوصة بأعقاب الفرائض.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»