مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
- ومن الأخبار التي أشرت إليها ما رواه الكليني (رضي الله عنه) في أصول الكافي (1) بسند صحيح عال (2) عن سدير الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف (عليه السلام)، قال: قلت له: كأنك تذكر حياته وغيبته، قال: فقال عليه الصلاة والسلام لي: وما تنكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير؟ إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف، وبايعوه، وخاطبوه وهم إخوته، وهو أخوهم فلم يعرفوه، حتى قال:
أنا يوسف وهذا أخي.
فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف؟ إن يوسف (عليه السلام) كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك، لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.
فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز وجل بحجته، كما فعل بيوسف يمشي في أسواقهم، ويطأ بسطهم، حتى يأذن الله في ذلك كما أذن ليوسف، قالوا: * (إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف) *.
- وروى النعماني (3) بإسناده، عن سدير، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول:
إن في صاحب هذا الأمر لسنة من يوسف، فقلت فكأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة فقال (عليه السلام):
ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير من ذلك؟ إن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطا أولاد أنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه وراودوه وكانوا إخوته، وهو أخوهم لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه، وقال لهم: أنا يوسف فعرفوه حينئذ.
فما تنكر هذه الأمة المتحيرة أن يكون الله عز وجل يريد في وقت من الأوقات أن يستر حجته عنهم؟ لقد كان يوسف إليه ملك مصر، وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما

١ - أصول الكافي: ١ / ٣٣٦ باب الغيبة ذيل ح 4.
2 - علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن فضالة بن أيوب عن سدير الصيرفي (أقول) رواة الحديث كلهم أجلاء ثقات ومحمد بن الحسين هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وابن أبي نجران هو عبد الرحمن وفضالة، قيل: أنه من أصحاب الإجماع وسدير روي فيه مدح جليل وهو كثير الرواية وقالوا في حقه إنه كان مخلصا (لمؤلفه).
3 - غيبة النعماني: 84 و 85 باب أن في القائم سنة من الأنبياء.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»